الاثنين، 10 أكتوبر 2011


احلام مستغانمي الشاعرة الجزائرية


ولدت في تونس في 13 أبريل 1953، 
ترجع أصولها إلى مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري حيث ولد أبوها محمد الشريف 
حيث كان والدها مشاركا في الثورة الجزائرية،ّ 
عرف السجون الفرنسية, بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945 . 
وبعد أن أطلق سراحه سنة 1947 كان قد فقد عمله بالبلدية, 
ومع ذلك فإنه يعتبر محظوظاً إذ لم يلق حتفه مع من مات آنذاك 
(45 ألف شهيد سقطوا خلال تلك المظاهرات
وأصبح ملاحقًا من قبل الشرطة الفرنسية, بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري. 
الذي أدّى إلى ولادة حزب جبهة التحرير الوطني . 
عملت في الإذاعة الوطنية مما خلق لها شهرة كشاعرة، إنتقلت إلى فرنسا في سبعينات القرن الماضي ، 
حيث تزوجت من صحفي لبناني، 
وفي الثمانينات نالت شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون. 
تقطن حاليا في بيروت. 
وهي حائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998 عن روايتها ذاكرة الجسد.

أحلام مستغانمي
 كاتبة تخفي خلف روايتها أبًا 
لطالما طبع حياتها بشخصيته الفذّة وتاريخه النضاليّ. 
لن نذهب إلى القول بأنّها أخذت عنه محاور رواياتها اقتباسًا. 
ولكن ما من شك في أنّ مسيرة حياته التي تحكي تاريخ الجزائر وجدت صدى واسعًا عبر مؤلِّفاتها.

كان والدها محمد الشريف
 من هواة الأدب الفرنسي. وقارئًا ذا ميول كلاسيكيّ . 
يستشف ذلك كلّ من يجالسه لأوّل مرّة. 
كما كانت له القدرة على سرد الكثير من القصص عن مدينته الأصليّة مسقط رأسه قسنطينة 
مع إدماج عنصر الوطنيّة وتاريخ الجزائر في كلّ حوار يخوضه. 
وذلك بفصاحة فرنسيّة وخطابة نادرة.

وأمّا عن الجدّة فاطمة الزهراء, فقد كانت أكثر ما تخشاه, 
هو فقدان آخر أبنائها بعد أن ثكلت كل إخوته, أثناء مظاهرات 1945 في مدينة قالمة. 
هذه المأساة
, لم تكن مصيراً لأسرة المستغانمي فقط. 
بل 
لكلّ الجزائر من خلال ملايين العائلات التي وجدت نفسها ممزّقة تحت وطأة الدمار الذي خلّفه الإستعمار. 
بعد أشهر قليلة, يتوّجه محمد الشريف مع أمّه وزوجته وأحزانه إلى تونس كما لو أنّ روحه سحبت منه. 
فقد ودّع مدينة قسنطينة أرض آبائه وأجداده.

كانت تونس فيما مضى مقرًّا لبعض الرِفاق الأمير عبد القادر والمقراني بعد نفيهما. 
ويجد محمد الشريف نفسه محاطاً بجوٍّ ساخن لا يخلو من النضال, والجهاد 
بطريقة تختلف عن نضاله السابق ولكن لا تقلّ أهميّة عن الذين يخوضون المعارك. 
في هذه الظروف التي كانت تحمل مخاض الثورة, وإرهاصاتها الأولى تولد أحلام في تونس. 
ولكي تعيش أسرته, يضطر الوالد للعمل كمدرّس للّغة الفرنسيّة.
لأنّه لا يملك تأهيلاً غير تلك اللّغة, لذلك, سوف يبذل الأب كلّ ما بوسعه بعد ذلك, 
لتتعلَّم ابنته اللغة العربيّة التي مُنع هو من تعلمها
وبالإضافة إلى عمله, ناضل محمد الشريف في حزب الدستور التونسي (منزل تميم
محافظًا بذلك على نشاطه النضالي المغاربيّ ضد الإستعمار.
وعندما اندلعت الثورة الجزائريّة في أوّل نوفمبر 1954 
شارك أبناء إخوته عزّ الدين وبديعة اللذان كانا يقيمان تحت كنفه منذ قتل والدهما, 
شاركا في مظاهرات طلاّبيّة تضامنًا مع المجاهدين قبل أن يلتحقا فيما بعد سنة 1955 بالأوراس الجزائريّة. 
وتصبح بديعة الحاصلة لتوّها على الباكالوريا, 
من أولى الفتيات الجزائريات اللاتي استبدلن بالجامعة الرشّاش, 
وانخرطن في الكفاح المسلَّح. 
ما زلت لحدّ الآن, صور بديعة تظهر في الأفلام الوثائقية عن الثورة الجزائرية. 
حيث تبدو بالزي العسكري رفقة المجاهدين. 
وما زالت بعض آثار تلك الأحداث في ذاكرة أحلام 
الطفوليّة. 
حيث كان منزل أبيها مركزاً يلتقي فيه المجاهدون 
الذين سيلتحقون بالجبال, أو العائدين للمعالجة في تونس من الإصابات.

بعد الإستقلال
, عاد جميع أفراد الأسرة إلى الوطن. 
واستقرّ الأب في العاصمة حيث كان يشغل منصب مستشار تقنيّ لدى رئاسة الجمهوريّة, 
ثم مديراً في وزارة الفلاحة, وأوّل مسؤول عن إدارة وتوزيع الأملاك الشاغرة, 
والمزارع والأراضي الفلاحيّة التي تركها المعمّرون الفرنسيون بعد مغادرتهم الجزائر. 
إضافة إلى نشاطه الدائم في اتحاد العمال الجزائريّين, الذي كان أحد ممثليه أثناء حرب التحرير. 
غير أن حماسه لبناء الجزائر المستقلّة لتوّها, جعله يتطوّع في كل مشروع يساعد في الإسراع في إعمارها. 
وهكذا إضافة إلى المهمّات التي كان يقوم بها داخليًّا لتفقّد أوضاع الفلاّحين, 
تطوَّع لإعداد برنامج إذاعي (
باللّغة الفرنسيّة
) لشرح خطة التسيير الذاتي الفلاحي. 
ثمّ ساهم في حملة محو الأميّة 
التي دعا إليها الرئيس أحمد بن بلّة بإشرافه على إعداد كتب لهذه الغاية.

وهكذا نشأت ابنته الكبرى في محيط عائلي يلعب الأب فيه دورًا أساسيًّا. 
وكانت مقرّبة كثيرًا من أبيها وخالها عزّ الدين الضابط في جيش التحرير الذي كان كأخيها الأكبر. 
عبر هاتين الشخصيتين, عاشت كلّ المؤثّرات التي تطرأ على الساحة السياسيّة. 
و التي كشفت لها عن بعد أعمق, للجرح الجزائري 
(
التصحيح الثوري للعقيد هواري بومدين, ومحاولة الانقلاب للعقيد الطاهر زبيري
), 
عاشت الأزمة الجزائرية يومًّا بيوم من خلال مشاركة أبيها في حياته العمليّة, وحواراته الدائمة معها. 
لم تكن 
أحلام 
غريبة عن ماضي الجزائر, ولا عن الحاضر الذي يعيشه الوطن. 
مما جعل كلّ مؤلفاتها تحمل شيءًا عن والدها, وإن لم يأتِ ذكره صراحة. 
فقد ترك بصماته عليها إلى الأبد. بدءًا من اختياره العربيّة لغة لها. لتثأر له بها. 
فحال استقلال الجزائر ستكون 
أحلام 
مع أوّل فوج للبنات يتابع تعليمه في مدرسة الثعالبيّة, 
أولى مدرسة معرّبة للبنات في العاصمة. وتنتقل منها إلى ثانوية عائشة أم المؤمنين. 
لتتخرّج سنة 1971 من كليّة الآداب في الجزائر 
ضمن أوّل دفعة معرّبة تتخرّج بعد الإستقلال من جامعات الجزائر.
لكن قبل ذلك, سنة 1967 ، وإثر إنقلاب بومدين واعتقال الرئيس أحمد بن بلّة. 
يقع الأب مريضًا نتيجة للخلافات القبليّة والانقلابات السياسيّة التي أصبح فيها رفاق الأمس ألدّ الأعداء.

هذه الأزمة النفسيّة, أو الانهيار العصبيّ الذي أصابه, جعله يفقد صوابه في بعض الأحيان. 
خاصة بعد تعرّضه لمحاولة اغتيال, مما أدّى إلى الإقامة من حين لآخر في مصحّ عقليّ تابع للجيش الوطني الشعبيّ.
كانت 
أحلام 
آنذاك في سن المراهقة, طالبة في ثانوية عائشة بالعاصمة. 
وبما أنّها كانت أكبر إخواتها الأربعة, كان عليها هي أن تزور والدها في المستشفى المذكور, 
والواقع في حيّ باب الواد, ثلاث مرّات على الأقلّ كلّ أسبوع. 
كان مرض أبيها مرض الجزائر. هكذا كانت تراه وتعيشه.

قبل أن تبلغ أحلام 
الثامنة عشرة عاماً. وأثناء إعدادها لشهادة الباكلوريا, 
كان عليها ان تعمل لتساهم في إعالة إخوتها وعائلة تركها الوالد دون مورد. 
ولذا خلال ثلاث سنوات كانت 
أحلام 
تعدّ وتقدّم برنامجًا يوميًا في الإذاعة الجزائريّة 
يبثّ في ساعة متأخرّة من المساء تحت عنوان همسات 
وقد لاقت تلك الوشوشات الشعريّة نجاحًا كبيرًا تجاوز الحدود الجزائرية إلى دول المغرب العربي. 
وساهمت في ميلاد اسم 
أحلام 
مستغانمي الشعريّ, 
الذي وجد له سندًا في صوتها الأذاعيّ المميّز وفي مقالات وقصائد كانت تنشرها 
أحلام 
في الصحافة الجزائرية. 
و
ديوان أوّل أصدرته سنة 1971 في الجزائر تحت عنوان على مرفأ الأيام

في هذا الوقت لم يكن أبوها حاضراً ليشهد ما حقّفته ابنته. 
بل كان يتواجد في المستشفى لفترات طويلة, بعد أن ساءت حالته.
هذا الوضع سبّب لأحلام معاناة كبيرة. فقد كانت كلّ نجاحاتها من أجل إسعاده هو, 
برغم علمها أنّه لن يتمكن يومًا من قراءتها لعدم إتقانه القراءة بالعربية. 
وكانت فاجعة الأب الثانية, 
عندما انفصلت عنه 
أحلام 
وذهبت لتقيم في باريس حيث تزوّجت من صحفي لبناني 
ممن يكنّون ودًّا كبيرًا للجزائريين. وابتعدت عن الحياة الثقافية لبضع سنوات كي تكرِّس حياتها لأسرتها. 
قبل أن تعود في بداية الثمانينات لتتعاطى مع الأدب العربيّ من جديد. 
أوّلاً بتحضير شهادة دكتوراه في جامعة السوربون. 
ثمّ مشاركتها في الكتابة في 
مجلّة الحوار
 التي كان يصدرها زوجها من باريس, 
ومجلة 
التضامن
 التي كانت تصدر من لندن. 
أثناء ذلك وجد الأب نفسه في مواجهة المرض والشيخوخة والوحدة. 
وراح يتواصل معها بالكتابة إليها في كلّ مناسبة وطنية 
عن ذاكرته النضاليّة وذلك الزمن الجميل الذي عاشه مع الرفاق في قسنطينة.

ثمّ ذات يوم توّقفت تلك الرسائل الطويلة المكتوبة دائمًا بخط أنيق وتعابير منتقاة. 
كان ذلك الأب الذي لا يفوّت مناسبة, مشغولاً بانتقاء تاريخ موته, كما لو كان يختار عنوانًا لقصائده. 
في ليلة أوّل نوفمبر 1992 ، التاريخ المصادف لاندلاع الثورة الجزائريّة,
كان محمد الشريف يوارى التراب في مقبرة العلياء, غير بعيد عن قبور رفاقه.
كما لو كان يعود إلى الجزائر مع شهدائها. بتوقيت الرصاصة الأولى. 
فقد كان أحد ضحاياها وشهدائها الأحياء. 
وكان جثمانه يغادر مصادفة المستشفى العسكري على وقع النشيد الوطنيّ 
الذي كان يعزف لرفع العلم بمناسبة أوّل نوفمبر. ومصادفة أيضًا, كانت السيارات العسكريّة تنقل نحو المستشفى الجثث المشوّهة لعدّة جنود 
قد تمّ التنكيل بهم على يد من لم يكن بعد معترفًا بوجودهم كجبهة إسلاميّة مسلّحة.

لقد أغمض عينيه قبل ذلك بقليل, متوجّسًا الفاجعة. 
ذلك الرجل الذي أدهش مرة إحدى الصحافيّات عندما سألته عن سيرته النضاليّة, 
فأجابها مستخفًّا بعمر قضاه بين المعتقلات والمصحّات والمنافي, قائلاً:

إن كنت جئت إلى العالم فقط لأنجب أحلام. فهذا يكفيني
 فخرًا. إنّها أهمّ إنجازاتي.  أريد أن يقال إنني أبو أحلام 
أن أنسب إليها.. كما تنسب هي لي.
كان يدري وهو الشاعر, أنّ الكلمة هي الأبقى. وهي الأرفع. 
ولذا حمَّل ابنته إرثًا نضاليًا لا نجاة منه. 
بحكم الظروف التاريخيّة لميلاد قلمها, الذي جاء منغمسًا في القضايا الوطنيّة والقوميّة 
التي نذرت لها 
أحلام 
أدبها. وفاءًا لقارىء لن يقرأها يومًا.. 
ولم تكتب 
أحلام سواه. عساها بأدبها تردّ عنه بعض ما ألحق الوطن من أذى بأحلامه.

مؤلفات احلام مستغانمي :
الكتابة في لحظة عري
على مرفأ الأيام - مختارات
ذاكرة الجسد
فوضى الحواس
عابر سرير

فجر الأسرار من سيرة أهل البيت الأطهار

فجر الأسرار من سيرة أهل البيت الأطهار

أ للوقت بقيـة / بقلم فيان الخالدي




في فترة ما كنت اعاني حالة غريبة من الاحباط خلفها فشل مفاجاة واحساس بفشل اخر...كنت اعرف تماما اني لست اول من يفشل وانني من الممكن ان ابدأ من جديد لكن هذه المرة ليس من الصفر بل ادنى منه ...فقد بدا الزمن عده التنازلي السلبي معي ... وكنت ساهما طوال الوقت استحضر الحكم والمواقف المتعلقة بذلك ... لم يبخل علي الاخرين بالنصح ولكن... كل ذلك لم يغير في نفسي شيء ولم يمنع من شعوري المؤلم بخطورة الحياة وخصوصا التي احياها وحيدا على وجهة الاخص...لاشيء حولي يثير الانتباه... حتى القلب الذي احببت لانه ما عاد الذي اعرف ولاهناك ما يستحق مني بذل اي جهد...واخيرا لم اكن انسانا يعيش ويستطيع ان يقضي هذه الحياة ،لكنه للحظة ما قد يفقد الاتزان والسيطرة على الامور فيقد الاحساس بالحياة فيقرر في ساعة ما ان ينهى هذه القصة.
 كان السبب الاساس في حالتي هذه يضمحل تارة ويتفاهم تارات اخرى وتتجمع امور تافهة تحاصرني وتملاء ذهني اسئلة قلقة تشتت نفسي وتجعل نومي مستحيلا ويقضي سحابة من الكآبة وحديثي جملا عصبية وغامضة تارة وحنونة كئيبة تارة اخرى ولا ادري من اين تنبع كل هذه الكلمات في داخلي واحيانا استفيق من هذه الاحاديث التي تعودي في ذاكرتي واعود لنفسي واهمس انا هنا لربما ولست في عالم اخر انا هنا ولست شخصا اخر..
لم اكن من هواة التنزه او ارتياد اي مكان عدا الشاطى الذي لم اذهب اليه منذ فترة طويلة فماعاد هناك غير الذكريات الاليمة او المؤلمة...وقررت ذات يوم مواجهة هذه الذكريات لعلي اعيش يوما اخر فيها للسير على الشاطىء...وجدت ركنا يمكن لي ان اجلس هناك وحدي...اعتكف واعيش وحدتي الدائمة التي تلازمني اكثر من ملازمة ظلي لي...وفعلا كنت هناك ...وكنت الى نفسي تاملت النهر كان ساكنا جدا حتى توهمت ان مياه النهر ماعادت تجرى انتظار الـ...او لعله تحول الى مسنتقع للحزن ...حاولت ان اكتب او اقرأ او استمع بتلك الساعات المتبقية من النهار العدمي هذا ككل النهارات العدمية التي سبقته او ستليه...لكني احسست بالاجدوى ...لم احس بالحياة فقررت العودة الى المنزل...وعندما وطات قدماي عتب الباب...بلغ ضجري اشده فالليل قد هيمن على كل شيء وعملي اليومي انتهى كعادته والنهار انتهى ايضا كعادته في هذا الوقت من كل يوم...مارست طقسي المعتاد (في الوقت ذاته) في الوقوف لحظة بحثا عن ملاذ او فكرة طارئة تذبح الضجر المستفحل في راسي...
يضنيني البحث وارجع منكسرا الى وحشتي المعشعشة في البيت الذي اسكنه وحدي تماما منذ بضعه اشهر...حاولت فتح الباب...كان الظلام دامسا ...لم احاول ان اقلق هذا الصمت لكن صوت سلسلة والاقفال الوهمية ، حاولت معالجة المزلاج بهدوء لكن هؤلاء كل هؤلاء احدثوا دويا في راسي ونبهت الطيور التي تسكن شجرة الصفصاف التي تلاصق باب المنزل وافاق الصمت من هدوءه لكن سرعان ماعاد الى وضعه الطبيعي ...
دخلت الى البيت كان كل شيء فيه كما تركته عند الصباح...لاماء ولاكهرباء ولاطعام معد  او غير معد ولامن وقود لصنع الطعام...لاشيء سوى المدفئة النفطية القديمة التي مازالت التي مازالت تحتفض ببعض وقودها ولطالما احتفظت بها هكذا " للازمات " ...واعددت الشاي الذي احتاجه ولدي علبة دخان هذا كل مااحتاجه في حقيقة الامر وما يهمني وجوده في المنزل...انتظرت الكهرباء طويلا تمددت على فراشي ارضا وشغلت المذياع الصغير لامزاج لي لاوقد(اللاله) او شمعه لانير بها غرفتي البائسة ...امسكت بهاتفي النقال...اقرأ ماورد اليه من رسائل في ايام مضت منذ كثير كررتها وكررتها لكن ماجدوى الكلمات ان كان اصحابها غائبين ...لم اعد انتظر رنة الهاتف فمهما رن فبلا جدوى ما عدت اجيب على المتصلين لعدميتهم في حياتي ... مللت هذا ايضا ... رميت بالهاتف بعيدا عني ... تقلبت يمينا ويسارا حاولت النوم ... تعبت من كل شيئ فأعياني تعبي واجبرني على النوم وبعدما افقت كان ما يزال الوقت لم يحن الى منتصف الليل لكن الشيئ الوحيد الذي تغير ان الكهرباء بجلالتها قد عادت فحاولت الاستماع الى اغنياتي التي احب وفعلا قمت بتشغيل الـ ( سي دي ) بعدما نهضت من فراشي فورا ... واسرعت الى الباب ، فتحت باب قبوي الذي اسكنه وسللت سيكارة من علبتي كالمعتاد واعددت شايا لأهيئ نفسي للجلوس في باحة الدار الامامية ، كانت الاضواء خافتة والليل صاف والنجوم تلتمع ولها بريق كبريق عيني حبيبتي ... لا يزعج هذا السكون الا عواء الكلاب المتشردة التي عرضت عليها صداقتي من شدة الوحدة ... حاولت ان ارفع صوت الـ (سي دي)لاسمع ما اريد وانا في باحة الدار ... تسكعت فيها قليلا نادمت النجوم دخنت سيجارة ثانية والثالثة لا جدوى ... جلست على الارض افترشتها وافترشت كل الذكريات امامي ... تذكرت بعض الاصدقاء وبعض الاحبة ، امعنت النظر في ادق تفاصيل حياتهم التي اعرفها جيدا ، وجدت منهم عشاق بائسين ضحكت من نفسي وعليها بعدما وصل الليل الى هزيعه الاخير عدت الى فراشي ، حاولت ان انام بعدما نفضت عني همومي فقد شكوت لليل والقمر شاركنا بنوره الفضي الحزين ، حاولت ان افكر في الغد لأن الغد سيكون آخر يوم لي في هذا المنزل لأني ما عدت قادرا على دفع ايجاره ... وبعد تفكير قررت قبول عرض احد الاصدقاء المقربين الذي سبق وان دعاني للاقامة عنده او معه فلم يعد هناك فرق بين الاثنين عندي ، المهم كنت ارفض لكن الآن ما عاد باستطاعتي فانا لا يمكن لي ان ابيت على الرصيف ، اما عن الايجار المتأخر فاضطررت بعد قرار مباغت مني ببيع ما تبقى لدي من اغراض لدفع الديون وبرغم ذلك لم افلح في تسديد جميع الديون مما اضطرني لترك بقية اشيائي التي لاتذكر لدى صاحب الدار فقد خيرني مشكورا اما ان اترك الاغراض لحين تسديد بقية المبلغ او اخذها الان لكن علي ان ادفع الباقي هذا طبعا بعدما كان اسلوبه معي همجيا شرسا بالرغم من كبر سنة وحسب مايقول انه كان عقيدا متقاعدا وانه في مقامة سيد اي ليس من العوام وهو كهل جدا ضعيف البنية لكئنكم ترون عضامه حتى من خلف (الدشداشة )التي يرتديها وهو ضعيف البصر،وبالرغم من ذلك فانه يمتلك اربعة دور مجاورة وكان جشعا جدا في المسائل المالية لكنه بعيدا عنها والشهادة لله هو طيب في الامور الاخرى ،وبالرغم اننا ابتعدنا عن الحديث لكننا سنعود له ان الجانب الاهم الذي دفعني لترك هذا القبو هو اني فقدت عملي المبجل اذن انا بلاشيء لكن هناك شيئا مهما بالنسبة لي في هذه الفترة ودافعا ما اكبر دفعني للاقامة عند صديقي ليس لاجل مصلحتي ، لكنكم الان ستقولون في داخلكم انت ماديا منتفع لئيم فحين ماافلست فقط لجأت لى صديقك اوقد تسالون ما الدافع ان لم تكن الاسباب التي سبقت ؟نعم انا افلست لكن السبب الذي لاتعرفون هو الوحدة التي اعاني منها منذ فترة طويلة ،نعم هذه الوحدة قتلتني ودمرت ادميتي وانا الان احاول كسر كل الاطواق التي تغلل يدي وعنقي وتشل تفكيري وقدرتي على الحياة لكن في داخلي ايضا شيء ما يتصارع مع الاخر ..هل لدي قليل من الكرامة؟..او لعلني لااعرف ماذا اقول ولاافقه ماذا يحدث لي بالضبط واعتقد السبب ايضا هو تشتت افكاري ولاالمركزية عندي في تدوين كل الاسئلة لتي تطرحها علي حالتي للاجابة عليها واحدة تلو الاخر،وهنا علي اعتبار سكني عند صديقي رحلة ما او اجازة اقترحتها على نفسي للراحة وساحاول ترتيب اموري لعلها ستسير بشكل افضل رغم كل ما في داخلي...
المهم اني انتقلت فعليا هناك في اليوم التالي (انا احس ان الجميع يحبني او قد يشفق علي لكن ما يطغى على العاطفة الممنوحة لي هي الحب والثقة و الحمد لله لم احاول يوما ان انتجاوز حدود الحب والثقة والادب وحتىالان رغم مرور اكثر من ثلاث اشهر) لكن هذه الفترة كانت كافية لاتخاذ بعض القرارات التي تخص حياتي الخاصة ...انا الان لايمكن لي ان اعيش هنا الى الابد لان من حقي كانسان كائن بذاته ان يكون له مأوى خاص به حرا فيه يفعل مايشاء بعيدا عن كل العوالم وبيعدا عن اقلمة الذات مع المحيط فانا اريد ان اكون انا كما كنت ذات يوم هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ان لدي اسباب خاصة جدا لااستطيع البوح بها امام اي شخص اخر عدا صديقي العزيز واسف جدا لاني لم اتعلم البوح بها علنا امامكم، اذن دعوني اعرفها وحدي انا...ليس لاني ثقيل او لااني عاطل ففي هذه الايام في بلدا العزيز يصعب على المرء ايجاد عمل لكثير من الاسباب...كما اني اعتدت الاعتماد على نفسي ولااخفيكم شيئا اني مازلت اتوجس من كل شيء صحيح اني اعيش معهم كاي فرد منهم لكن لايمكن ان اتغلل اكثر واكون بلاجدوى...انا الان افضل حالا لاني اقسو على نفسي اكثر وقد اجتزت  عواقب ومشاكل في ما بيني وبين نفسي وتخلصت من عادات وصفات فيها من المروة كثيرا ومن الحب (لكل شي) اكثر...تخلصت من اشتياقاتي واصبحت اكثر نضوجا لما عشته خلال هذه الفترة...هل تعلمون ان لدي حبيبة منذ سنين احببتها مثلما لم يحب احدا،لكنها كرهتني في لحظة وما عادت تتطيقني وتتهمني بالكذب والمراوغة ومن العجائب انها تتهمني بالانسانية لانها تعتبر هذه سذاجة مني في عصرقد تكون هذه الصفة انتهت فيه انا لاالومها على  كرهها لي لكن ماذا انتظر منها بعد ان كرهتني وعلى حد قولها اني لااستحق احترامها لاتستغربوا فان هذا قولها وقد بررت لي بعد عتابي لها وانا منكسر تماما من كل شيء وكنت اظن انها الوحيدة التي لن تتخلل عني قالت لي انا ماقصدت ذلك الا لااني اراك تتلاشى امامي، نعم انا اتلاشى لاني قد ضحيت بكل شيء من اجلها وما احترمت هي  مافعلت وما قدرت ان كل مافعلت فقط لاكون قربها بالرغم من ذلك لم تتلاش عاطفتي وحبي لها ، كان حبي لها فياضا ووهبتها حتى ادميتي لكنها ما احست. كان فقط ماتعرفه واحسته ان وضعي سيء للغاية وهذا مااثارها ولم يثرها ما احس به تجاها فما جدوى حبي لها..هل علي ان اتوقف عن حبها؟ انا لااستطيع لاني اعشقها حد الثمالة واللعنة لكن سابقى احبها بصمت ولربما في ساعة ما حين احس بعدم جدوى كل شيء ساقرر الابتعاد عنها كي اثبت لها اني مازلت ذلك الانسان القوي الذي عرفت ذات يوم، كان صباحا مشرقا حينما اطلت علي يومها مازلت اذكر المكان والزمان والحديث الذي دار بيننا اول يوم التقيتها والصدفة التي جمعتني بها حتى ملابسها وادق تفاصيل تلك الحادثة...
اليوم نظرت مليا  لمن حولي من الاصدقاء فاثارني مشهدها وقصصها المختلفة مما دعاني لان اخاطبها على هذا النحو...
انتم ايها العشاق اغبياء! نعم ..انكم تتوهمون الحب تتاوهمون العاطفة وتتوهمون انك تحلمون بالغد وانكم الان كما الاطفال بلاهموم وعندما تكبرون وتشيخون سيكون لكم دارا الحب يدفاها ملأى لانكم في احلامكم ارتبطتم بمن تحبون،لكنكم في لحظة ما ستفيقون لكن في هذه اللحظة ستجدون انفسكم وحيدين الا من بعد الذكريات بشقيها...ستجدون الجدران تناغمكم وان العمر قد غادرت ايامه بلا تحسب لها او استاذان ستجدون انفسكم محاطون بالندم وقت لايفيد ولاينفع فيه الندم فكل الاشياء قد غادرت وذهبت الى حيث لاعودة الا في حلم وقد لايكون حلم يقضة وعندها ستتحول هذه الاحلام الى كوابيس تطاردكم حيثما رحلتم واينما كنت او تكونون...كما انا الان وحيد فقد رحل العمر بلاتردد وولت كل الايام معه ...انا الان رجلا اشد قسوة من الغير على نفسي اعاقبها كل يوم بالعدم الذي اعيش...كل يوم أأوي الى سريري الذي لاامتلكه وحيدا من نفسي...بلا دار بلا اهل بلااولاد بلا اي شيء الابعض بقاياي...لامن اركن اليه الاوحدتي والمي ونفسي التي تشضت كما الزجاج ...(لاني كنت اطارد وهما في مخيلتي)...انا الان ماذا انتظر لااعلم ولااريد ان اعرف هل هو هروب اخر من نفسي؟اعود احيانا لكتبي واوراقي وبعض الكلمات التي مازالت ذاكرتي تحتضنها بدفىء ...اين الجميع ؟ كل ساقته الحياة بطريقة مختلفة ...هل ذهبوا بعيدا عني ام اني اخترت عن دون قصد ان اكون وحيدا؟ لم اعد اعرف .
اتلصص النظر احيانا الى من حولي واستمع لكل الاحاديث لكني في لحظة ما اراهم كما اراهم متجمعون لكن لكل منهم عالمه الخاص جدا به...فاستحي من نفسي واخجل لئلا يلاحظني احد... فاذهب الى حيث يجب ان اكون...واجد ركنا انزوي فيه واعود لركن ذاتي فقد افكر فيما سيحدث لكن ايضا اجد كل الطرق مغلقة لاني وحيد برغم زحمة كل الذين اعرف...لااستطيع ان اطلب شيئا او مساعدة من احد فانا احس بالخجل لاني قد اثقل عليهم ولااريد منهم مجاملة.علي ان اكون اكثر ثباتا واصرارا رغم كل الضعف الذي بداخلي علي ان اكون اكثر صلابة حتى اجد لنفسي طريق اخر...وطريق اخرى للحياة ...صحيح اني جربت كثيرا وغيرت طريقة عيشي ومعيشتي الف الف مرة تلونت بكل الالوان المقبولة عند الناس كي لاازعج احد لكني لحد الان لم اجد من لم يزعجني او لم استطع على عدم ازعاج نفسي وارباكها...او لعلني وجدت شخصا كاقرب مايكون لي منذ التقيته صدفة اول مرة انه رقيقا عذبا طيب جدا حتى اني احيانا اخاف عليه من طيبته وحبة للناس اخاف منه عليه ، لااريد ان اخوض في تفاصيل اخرى الان لكنه من المؤكد سياخذ مساحة من كل شيء وفي كل شيء في حياتي واوراقي البيضاء والاخرى.
مازلت اصارع نفسي فقط كي لاانهار يوم واحتاج اشياء اخرى غير احتياجاتي في الايام الاعتيادية كالتدخين والشاي وبعض الطعام والذهاب لمقهى الانترنيت  فانا منذ فترة اعتدت ان اذهب لاحدى القاعات المجاورة في المنطقة لاني احيانا احتاج ان اتجدد فلربما اتجد هناك ما ينشط خلايا دماغي ويشعرني ببعض السعادة التي تزول بمجرد مغادرة المقهى...انا لااريد ان تسوء صحتي اواموت فجأة ولااحد يعرف اين قبر امي لاني اريد ان استقر هناك جانبها ولااريد اي مكان اخر في الدنيا...لقد اوصيت لو حدث لي مكروه ان يتصل صديقي العزيز برقم هاتف محدد لاسواه ويطلب منها (هي) ان حضر لانها تعرف مثواي الاخير هل تدرون لماذا؟ كلا.
انا كل يوم اعيد كل يوم ادخل مدننا افتعلها انا ابنيها من رماد روحي فيمطر حزني عليها فتتهدم واعيد بناؤها بطرق مختلفة لعلي اجد فيها ما ابحث عنه لكن لاامل.
منذ فترة خطرت لي فكرة(وهي من باب الامل) ان استعين باحد ما لعله يعينني في الحصول على منزل او غرفة بملحقاتها اعيش فيها بهدوء دون ان يقرع احدا بابي يطالبني بشيء ما فما عاد باستطاعتي ان اعطي غير انسانيتي القتيلة...انا الان لااريد ان اطلب اي شيئا من اي احد هل ياترى اني اكتفيت من كل شيء ام ان ما عاد احد يستطيق ان يمنحني مااريد وانا لااريد الا كلمة طيبة...طلبتها مرارا وتكرار حتى اصبح طلبي في داخلي مملا وساذجا ولم تعط لي انا لم اطلب شيئا مستحيلا هل الحنان والرفق يكن مفتعلا فقررت ان اكتب رسالة لحبيبتي اعاتبها...وفعلا كتبت اليها واحدة واثنتين وثلاثة و...حتى صارت عشرات الرسائل لكني مزقتها لم اجرؤ على ارسالها! لكني كتبت واحدة وصممت على ايصالها فكان في مجملها..
حبيبتي الغالية ويمامتي الحبيبة
ان الشوق ليشدني اليك فوق طاقتي وطاقة مالم تتعلمي من الاشتياق او معنى لهذه الكلمة...اين انت مني ؟ هل تذكريني كما تنبضين في قلبي انت؟ لم لا تشدي من ازري على الحياة وتجعلي من نفسك سببا لمحاولتي في ان اكون على قيد لحياة التي تحبين؟ هل ان انتهيت من حبي بعد سقوطي في هاوية الزمن بعد ان طعنني الجميع فلا تكوني (بروتس لقيصر) ...يكاد حزني يقتلني ماعدت احتمل حتى انفاسي ولااجد لنفسي مكان بين الناس كاني غريب عنهم هل تعلمين كل مااقول لكي الان ولايسعني ان اطيل اكثر تمعني في قصيدة لنزار قباني(احبيني) لكنك ماعدتي قادرة واعذرك.
وفي الختام انا قلق عليك ومشتاق لك وكان صدري يضيق بقلبي وقلبي يضيق بحبي لك واتمنى ان لا اكون قد جرحتك وتقبلي مني حبي وكلناتي المملة .
                                      احبك فلا تكرهيني
لكن كيف سأرسلها هي هناك عنوانها قلبي ... لكني ساحاول ايصالها ... ماذا افعل اني يائس بائسدا وهمي يغطي ملامحي والشعر الابيض قد كثر في راسي ، انا لا ابدو انا فمن انا ؟حين انظر في المرآة لا اعرف صورة من تعكس المراة داخلي ام هيئتي؟
احيانا اسال نفسي لم لم يعد باستطاعتي لن لعود الى نفسي فلا اجد جوابا ، اليوم يا اصدقائي لم اعد استطيع حتى انتظار امل فالامل بالنسبة لي اصبح وهما اخر افتعلته لنفسي واعيش معه اياما اخرى ، لم اعد ارغب فيها احاول الوصول لقرار فأقرب ما تبادر الى ذهني اني خلال الايام القادمة ان لم انل ما اريد قد اسافر لكن الى اين ؟ نعم المكان ما عاد مهم اريد فقط الذهاب بعيدا فما عاد لي شيئ هنا ، وهناكاذهب لتصفية بعض الحسابات القديمة التي مللتها ، كل ما امتلك هنا قبر امي وذكرياتي وبعض اشياء لا احد يعرف قيمتها الا انا ... اسطوانات .. كتب .. قصائد كتبتها لمن احب وقصص اخرى واشياء احتفظ بها من بقايا حبيبتي ...هل لهذه الاشياء قيمة عند احدكم ؟...الجواب : لا...
اصبحت اكره نفسي اكثر مما يتوقع اي منكم لم يعد لدي شيئ حتى من احب ففي ساعة ما تهجرني الى الابد ... انا لا اخيرها بين حياتي وحبي لها لا فهي اضعف من ان تختارني بقرار مجازف ، فانا انسان فاشل بالرغم من كل المحيطين بي يخالف رأيي ، قد ارتكب اخر جريمة في حق نفسي عليَ اغتيالها ....
                              نهاية الجزء الاول